الأمم المتحدة تستمع لنداء الشعوب الأصلية وتؤكد حقوقها غير القابلة للتفاوض

استقبل الزعيم التقليدي لأمة أونونداغا، تادوداهو سيد هيل، الحضور في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين للمنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية، بكلمات مقتضبة تعكس روح الأرض والانتماء قائلاً: "أولًا، نحيي بعضنا البعض. نشكر أمنا الأرض"، فيما رافقت كلمته أجواء موسيقية قدمتها شابتان من الشعوب الأصلية، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ما أضفى لمسة من الأصالة على المناسبة الدولية.

تسلّمت ألوكي كوتيارك، المنتمية لشعب أونونداغا الكندي، رئاسة المنتدى بالتزكية، خلفًا لهندو أومارو إبراهيم من تشاد، مؤكدة في كلمتها الأولى أن الشعوب الأصلية "لا تريد اعترافًا رمزيًا بل تنفيذًا حقيقيًا لحقوقها".

وقالت: "ما يجمعنا جميعًا هو رغبة عميقة في التأكيد على هويتنا كشعوب أصلية.. نريد أن نزدهر دون اعتذار" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وصفت كوتيارك المنتدى بأنه ثمرة عقود من النضال، وليس منحة مجانية، وأشارت إلى أن إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية -الذي اعتمد عام 2007- لا يزال يعاني تأخرًا في تنفيذه داخل السياسات الوطنية.

وأكدت كوتيارك، على أن المنتدى يجب أن يُستخدم منصةً فعلية لحمل شواغل الشعوب الأصلية إلى صلب الحوارات الدولية.

النساء الأصلية في الواجهة

سلّطت الرئيسة الجديدة للمنتدى الضوء على الأعباء المركبة التي تتحملها نساء الشعوب الأصلية، من التمييز والعنف إلى التهميش الاقتصادي والثقافي، داعية إلى الاعتراف بدورهن كقائدات ومعلمات وحارسات للمعرفة، واعتبرت أن تمكينهن ضرورة وليس ترفًا، مطالبة بتوفير الموارد لهن وضمان الاحترام الكامل لحقوقهن.

اختتمت كوتيارك خطابها برسالة أمل إلى أبناء الشعوب الأصلية حول العالم: "لسنا وحدنا، وحدتنا وحكمتنا وعزيمتنا تظل أعظم نقاط قوتنا. لنمضِ معًا، عبر أجيال وأجيال".

حقوق غير قابلة للتفاوض

من جهته، استهل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمته بالتأكيد على أن "حقوق الشعوب الأصلية غير قابلة للتفاوض"، مشددًا على وقوف المنظمة الدولية إلى جانبهم لتحقيق العدالة وضمان تطبيق الإعلان الأممي بشأن حقوقهم.

أشاد غوتيريش بمعارف الشعوب الأصلية وبدورها الحيوي في حماية التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ، وعبّر عن قلقه من الأضرار التي تلحق بأراضيهم جراء التعدين غير القانوني، والتغير المناخي، والتلوث، مؤكدًا أن هذه الشعوب لم تتسبب في الأزمات، لكنها تواجه عواقبها الأشد.

حذّر الأمين العام من سباق عالمي على المعادن الحيوية اللازمة للانتقال الطاقي، تقع غالبيتها في أراضي الشعوب الأصلية، ما يعرضهم لخطر التجريد من الأرض وانتهاك الحقوق، وطالب الحكومات بتصحيح هذه المظالم عبر التنفيذ الكامل للإعلان الأممي وتعزيز الشراكة معهم في صنع القرار.

المنتدى الدائم منصة للتغيير

يُعد المنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية هيئة استشارية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وقد أنشئ عام 2000 ليكون منبرًا لمتابعة قضايا التنمية، والثقافة، والبيئة، والتعليم، والصحة، وحقوق الإنسان الخاصة بالشعوب الأصلية.

ويُقدم المنتدى توصيات للمجلس الاقتصادي وبرامج الأمم المتحدة، ويعزز التنسيق داخل المنظومة الأممية حول قضايا الشعوب الأصلية، كما يتابع تنفيذ إعلان حقوقهم ويعمل على نشر الوعي بمطالبهم وحقوقهم غير القابلة للتصرف.